تُسمّى كذلك بالحرقة أو حرقة المعدة، وهو شعور مُزعج يتمثّل بالإحساس بالحرقة أو بالحموضة في منتصف الصّدر أو على رأس المعدة، ويتميّز هذا الألم بأنّه يزداد سوءاً عند الانحناء للأمام أو عند الاستلقاء. تنتج حموضة المعدة عند حدوث أيّ خلل يلحق بالصمّام المريئي المعدي السُفلي الموجود في نهاية المريء، فعند الشخص السليم يُغلَق هذا الصمّام العضلي عند دخول الطّعام إلى المعدة فيمنع ارتجاعه هو والأحماض إلى المريء، أما إذا حدث ارتخاء أو قصور في إغلاق هذا الصمّام فإن أحماض المعدة ترجع إلى المريء مُسبّبةً الشّعور بالحموضة. يُعتبر هذا الشعور شائعاً ولا داعي للقلق من أجله، فبالإمكان علاجه والتخلّص منه باستخدام الوصفات المنزلية، أو باتبّاع الحِمية الغذائية السّليمة، أو بتناول الأدوية المصروفة دون وصفة طبيّة. وقد يُصاحب حموضة المعدة الشّعور بأعراض عدّة: كصعوبة البلع، أو السُّعال المُزمِن، أو التهاب الحلق المُزمِن، أو آلام المعدة. ويزداد الشعور بحموضة المعدة عند النّساء الحوامل.
يعتمد علاج حموضة المعدة على الحِمية الغذائيّة بشكل رئيس، إذ إنّ هناك أنوع مُعيّنة من الأطعمة يجب عدم تناولها، في المقابل هناك أنواع أُخرى تساعد على التخلّص من هذا الشّعور المُزعِج. ومن الوسائل الضروريّة لعلاج حموضة المعدة إجراء تغيُّرات مُعيّنة في أسلوب الحياة إلى جانب تناول أدوية مُعيّنة، ومن النّادر اللّجوء للجراحة كحلٍّ لها. ويكون علاج حموضة المعدة على النّحو الآتي:
• إجراء تغيّرات على نمط الحياة : وتشمل العديد من الإجراءات التي من شأنها التّخفيف من حموضة المعدة أو التخلّص منها نهائيّاً؛ كالعمل على إنقاص الوزن، والمحافظة على الوزن المثالي لما للسُّمنة من أثر في زيادة الضّغط داخل المعدة وبذلك المساهمة في نشوء الارتداد المريئيّ، وكذلك التوقّف عن التّدخين الذي يُضعف من كفاءة الصمّام المعديّ المريئيّ السُفليّ. ومن أهم هذه الطّرق كذلك التحكّم في نوعيّة الغذاء، ويكون ذلك بتجنُّب أنواع الطّعام أو الشّراب المُثيرة لحموضة المعدة؛ كالمشروبات الكحوليّة، والقهوة، والأطعمة الدُهنيّة أو المقليّة أو الحارّة أو الحامضة كالبرتقال. ويُنصَح كذلك برفع الرّأس عن مُستوى السّرير عند الإحساس بحموضة المعدة قبل النّوم.
• استخدام الخلطات الطبيعيّة : إذ يوجد العديد من الأغذية أو المُنتجات الطبيعيّة التي تُساهم وبشكل كبير في التّخفيف من حموضة المعدة، ومن هذه الخلطات ما يأتي :
• صودا الخبز : وتُعتبر مُضادّاً طبيعيّاً للأحماض لأنّها تتكوّن من كربونات الصّوديوم، ويُقدّم هذا المُركّب راحةً سريعةً وسهلةً من حموضة المعدة في غضون ثلاث دقائق. ويُستخدم بإضافة مِلعقة منه لكوب من الماء وشرب الخليط، ويمكن إضافة قطرات من عصير اللّيمون إلى الخليط.
• بذور الشّمر : وتُستخدم هذه البذور إمّا عن طريق مضغها لعدّة مرّات أو بصنع الشّاي منها. وتعمل هذه البذور على تخفيف إنتاج أحماض المعدة.
• الزّنجبيل : يعمل على التّقليل من كميّة الأحماض المُنتَجَة من المعدة، كما يقوم بتهدئة الأعصاب المسؤولة عن نشوء حرقة المعدة. ويمكن استخدامه إمّا بإضافته إلى الطّعام المطبوخ، أو بمضغه نيّئاً، أو بصنع الشّاي منه.
• النّعنع : إذ يُساهم بمزاياه المُلطِّفة والمُساعِدة على عمليّة الهضم في التّخفيف من حرقة المعدة.
• الخلّ : إذ يعمل على تحفيز الصمّام المعديّ المريئيّ السُفليّ فيؤدّي إلى إغلاقه، وبالتّالي التّقليل من الأحماض الرّاجعة من المعدة إلى المريء.
• عصير نبات الصبّار : لما له من خصائص علاجيّة في التّخفيف من تهيُّج المعدة، والمساعدة على شفاء بطانتها.
• الحليب : ويكون تناوله أكثر نفعاً إذا كانت حموضة المعدة خفيفة أو بسيطة.
• عصير الملفوف : إذ إنّ له فوائد عديدة في علاج مشاكل الجهاز الهضمي، ومنها حموضة المعدة. تناول عصائر نباتات أُخرى للتقليل من إنتاج أحماض المعدة مثل؛ الجزر، والخيار، والفجل، والشّمندر.
• تناول الأدوية : هناك عدّة أنواع من الأدوية التي تُستخدَم لعلاج حموضة المعدة، ومن هذه الأدوية ما يحتاج لوصفة طبيّة، ومنها ما يُصرف دونها. ومن هذه الأدوية الآتي:
• مُضادّات الحموضة : وهي أدوية تعمل على مُعادلة حموضة المعدة، وبذلك التّقليل من هذا الشّعور المُزعج، ولكنّها في المقابل لا تُساهم في شفاء أيّ ضرر لَحِق بالمعدة أو المريّء جرّاء التعرّض لتلك الأحماض، ولا تمنع كذلك الشّعور بحموضة المعدة في المستقبل. وتحتوي هذه الأدوية على مُركبّات كيميائيّة مثل: كربونات الكالسيوم، وهيدروكسايد الألمونيوم، وكربونات المغنيسيوم، وثلاثي سليكات المغنيسيوم وغيرها.
• مُثبّطات الهيستامين 2 : وتعمل هذه الأدوية على تقليل إنتاج أحماض المعدة عند طريق إغلاق مُستقبِلات الهيستامين 2، كما تعمل على التّخفيف من حموضة المعدة مدّة أطول من مُضادّات الحموضة، إلّا أنّها تحتاج لوقت أكبر ليبدأ تأثيرها. وتضم هذه العائلة أدويةً عديدة: مثل رانيتيدين، وفاموتيدين، وسيميتيدين، ونيزاتيدين.
• مُثبّطات مضخّة البروتون: وتقوم هذه المُركَّبات على إيقاف إنتاج أحماض المعدة، وتُساهم أيضاً في شفاء الأضرار اللاحقة بها أو بالمريء. وتضم هذه الادوية كل من لانسوبرازول، وأوميبرازول، وإيسأوميبرازول.
• إجراء الجراحة : ويكون هذا الخيار في حال فشل الطّرق الساّبقة في التخلّص من حموضة المعدة.
قد يتشابه الشّعور بألم في مُنتصف الصدر مع الإصابة بالذّبحة الصدريّة، خصوصاً إذا ما صاحبه الإحساس بأعراض أُخرى كالألم في الذراعين أو الفكّ، أو إذا ما كان الشّخص عُرضةً للإصابة بها، ولذلك يجب الذّهاب إلى الطّبيب فوراً في هذه الحالة. أمّا إذا كان الألم ناتجاً عن الارتداد المريئيّ فتكون مُراجعة الطّبيب ضرورةً في الحالات الآتية :
•إذا أحسّ الشّخص بحموضة المعدة لمرّتين أو أكثر خلال الأسبوع الواحد.
•إذا صاحبه المُعاناة من صعوبة في البلع.
•إذا ما استمر الشّعور بأعراض حموضة المعدة أو الحرقة على الرّغم من استخدام الأدوية المصروفة دون وصفة طبيّة.
•إذا عانى المريض من فقدان الشهيّة أو فقدان في الوزن.
•في حال استمرار الشّعور بالغثيان أو التقيّؤ.