تحتوي خلايا دمك الحمراء على الهيموغلوبين، وهو بروتين يمنح الدم لونه الأحمر وينقل الأوكسيجين من رئتيك إلى كل الخلايا في جسمك. عند تكوّن خلية دم حمراء، لا يوجد أي سكر متصل بها. لكن عند تعرض الخلية للسكر في دمك، قد يلتصق بعض السكر بالهيموغلوبين في الخلية. وهذا ما يعرف بالهيموغلوبين السكري، وهي عبارة مشتقة من كلمة يونانية قديمة تعني “حلو”. أما مقدار الهيموغلوبين الذي يصبح سكرياً فيرتبط بمتوسط السكر في دورتك الدموية.
وفي العادة، تكون نسبة صغيرة من الهيموغلوبين في دمك مشتملة على سكر متصل بها. وإذا كنت تعاني من داء السكر وتبقي سكر دمك ضمن النطاق السوي أو قرب السوي، تعكس قيمة الهيموغلوبين السكري هذا الأمر إذ تكون مشابهة للقيمة الموجودة عند شخص غير مصاب بداء السكر. لكن إذا واجهت مشكلة في السيطرة على سكر دمك خلال الأشهر القليلة الماضية، يشير الاختبار إلى نسبة أعلى من الهيموغلوبين السكري.
للتحقق من مستوى الهيموغلوبين السكري، يتم سحب دم من وريد في ذراعك وفحصه في المختبر. يختلف النطاق الطبيعي لقيم الهيموغلوبين السكري بين مختلف المختبرات. ويجب أخذ هذا الاختلاف في الاعتبار حين يتولى طبيبك أو عضو آخر من الفريق الصحي قراءة نتائج اختبارك.
إذا كنت تستعمل الأنسولين للسيطرة على مرض السكري، سواء كان من النوع 1 أو 2، سوف يقترح عليك طبيبك على الأرجح إجراء فحص السكر التراكمي أربع مرات كل عام. وإذا كنت تعاني من النوع 2 من داء السكر وتستطيع السيطرة على مستويات سكر دمك بواسطة الحمية الغذائية والتمارين أو الأدوية الفموية، قد لا تحتاج إلى إجراء الفحص بهذا التواتر.
يمكن أن يكون فحص السكر التراكمي مفيداً في طرق عدة. لنقل مثلاً إنك تواجه مشكلة في الحفاظ على مستوى سكر طبيعي في دمك ويتساءل طبيبك ما إذا كان يصف لك الدواء أو برنامج تمارين أكثر عدائية. قد يأمرك طبيبك بزيادة مقدار التمارين لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر، ومن ثم عمل فحص السكر التراكمي. إذا أفضى الفحص إلى نتيجة طبيعية، يعرف طبيبك أن زيادة التمارين هي كل ما تحتاج إليه للسيطرة على سكر دمك، وقد لا يتوجب عليك تناول الأدوية.
كما تشير نتائج فحص السكر التراكمي إلى خطر تعرضك لمضاعفات داء السكر. فكلما كانت النتيجة أعلى، ازداد خطر تعرضك لمشاكل صحية أخرى.
وبالنسبة إلى الأشخاص الذين يسيطرون على سكر دمهم، يكون الفحص بمثابة تأكيد لضرورة اتباعهم الخطوات المعتمدة أصلاً.
بالإضافة إلى كل ذلك، يعتبر فحص السكر التراكمي طريقة لإنذارك أنت وطبيبك بالمشاكل الصحية المحتملة. فإذا كانت نتائج فحص السكر التراكمي عندك طبيعية طوال عدة أشهر أو سنوات، وكشفت فجأة عن نتيجة غير طبيعية، قد يكون ذلك دليلاً على حاجتك للقيام بتعديلات في برنامج علاجك، وكذلك إجراء المزيد من الفحوصات لسكر الدم.